واصبحت المرأة سيدة اعمال ووزير وعضو بمجلس الشعب والشورى..
ومع المكاسب والحقوق ومع استمرار تعنت معظم الرجال فى الوقت ذاته ,اندفعت النساء الى العمل اكتر واكتر ...
ولان كل تطرف له ضحاياه فقد كانت المرأة هى ضحية تطرف وتعنت الرجل فى البداية ولقرون طويلة ....
ثم اصبح البيت والاولاد هم ضحية تطرف المرأة فى النهاية ....
صحيح ان كل امراة عاملة تصر على انها تستطيع التوفيق جيدا جدا بين عملها وبيتها وتربية اولادها ....
ولكن ما نراه حولنا لا يمنحنا ادنى شعور بهذا ؟؟؟!
هل يبدو لك المجتمع من حولك مجتمعا سليما صحيحا صحيا ,يحلو لك العيش فيه , ويطيب حتى لك السير فى طرقاته ؟!
هل يبدو لك الجيل الناتج من اسر يعمل فيها الوالدان ,جيلا متماسكا قويا تلقى تربية مثالية ,فى قواعد الاخلاق والذوق والعقيدة ؟!
المرأة ليست المسئول رقم واحد بالطبع عن كل ما اصاب المجتمع من تفسخ وتفكك وفساد واحلال ,وبعد كبير عن القيم والدين والذوق .....
ولكنها بالطبع لبنة رئيسية فى تكوينه ...
فقديما قالوا:
((الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق))
ولقد انشغلت المرأة باعداد نفسها ماليا واقتصاديا ....
وبالحصول على اعلى الشهادات وارفع المناصب ....
وبالفوز بالعشرات من الحقوق والامتيازات ....
ولكنها نسيت ان تمنح روحها بعض الوقت...
ونسى الرجل ايضا ان دوره هو قيادة الاسرة ...
لقد انتزعت المرأة منه عشرات الحقوق ووقف الرجل ساكتا صامتا سلبيا
يراقبها وهى تصنع لنفسها شخصية اخرى ,وتعيد تشكيل عقلها وروحها وكيانها ....
وفجأة ادرك الرجل بعد فوات الاوان انه قد فقد السيطرة على الامور تماما..
المرأة تحررت ولم يعد لها ضابط ولا رابط .. واتخذت اتجاها معاكسا تماما لذلك الذى سارت فيه جدتها ...
لم تعد تخضع للرجل ..
بل صارت تنافسه ...
وتحاربه....
وتقاتله بشراسة ليس لها مثيل ....
وبعد ان كان الرجل متهما بالتعصب الجنسى ضد المرأة ,اصبحت المرأة هى رمز للتعصب الجنسى ضد الرجل ..
والغريب ان معظم النساء تصورن ان كيانهن سينهار لو انهن اطعن ازواجهن الذين امر الله سبحانه وتعالى بطاعتهم ,ولو خضعن لرأيهم مهما كان صائبا او خاطئا ,وان كرامتهن ستسحق بالاقدام ,لو أولين البيت والزوج اهتماما وعناية ..
ولانه فى اغرب الظواهر فى عالمنا العربى ان التغيرات السيئة تجد سبيلا واسعا للانتشار والتوغل فى مجتمعاتنا ,على عكس التغيرات الحسنة ,فقد انتشرت ظاهرة التعنت ضد الرجال ,والذكور عامة انتشار النار فى الهشيم وصار من العسير والعسير جدا ان تجد فتاة بسيطة,هادئة ,ترعى انوثتها,اكثر مما ترعى عنادها ....
وعلى الجانب الاخر من المجتمع نفسه تجد فئة من النساء اكثر خضوعا واستسلاما من جداتهن(فى معظم الطبقات الشعبية ) كنوع من الحفاظ على التقاليد القديمة , او خضوعا لتعاليم الاسلام (من وجهة نظرهن )...
وكل هذا يعنى انه ,حتى بعد الحرية ,لم ينضبط المجتمع ..
فالحرية ليست هى العامل المطلوب ,لتحقيق سلامة وامن المجتمع وتلاحم افراده وفئاته ...
والانطلاق ليس الوسيلة الصحيحة للفوز بأمان اجتماعى او استقراره سياسيا او اقتصاديا ...
الحرية وحدها لا يمكن ان تحقق شيئا ,ما دام احد طرفى المجتمع ما زال يتعامل مع الطرف الاخر باعتباره خصما ,او عدوا ينبغى قهره واخضاعه , وتحديد مساره وافكاره وصلاحياته ..
ايا كان الطرف الاول والثانى ...
ان ما نحتاج اليه فعلا ,وما يمكن ان تقودنا اليه هذه الدراسة هو التوازن ,الذى دعانا اليه الدين منذ عدة قرون...
التوازن فى الحقوق والواجبات بين كل اطراف المجتمع .....
المرأة لن تسعد ابدأ وهى تعتبر محاربة الرجل جزء من اسباب وجودها فى هذه الحياة .
والرجل لن يسعد ,وهو يقاتل ويصارع رفيقة عمره ,بدلا من ان يصبح زواجهما مودة ورحمة كما ينبغى ..
اية سفينة لا يمكن ان تمضى فى اى بحر لو انا كل من بها يتقاتلون ويتصارعون ويتنافسون ....
دعونا نحاول تغير صيغة المجتمع ....
مجرد محاولة ....
دعونا ننسى ذلك القتال المستمر ونسعى لانشاء علاقة جديدة تقوم على الصداقة والمودة ...
والحب....
علاقة تحقق التوازن بين الجنسين ويعترف كل طرف فيها بحقوق الطرف الاخر
وبواجباته تجاهه...
علاقة تقوم كما امرنا الله سبحانه وتعالى
على المودة والرحمة .
ودعونا ننسى كل الخلافات القديمة ..
وكل الرواسب...
والتعنتات...
والمشكلات...
والصراعات...
وربما لو فعلنا لامكننا ان ننسى يوما ان المرأة مشكلة ...