القرن الحادى والعشرون أعلن عن مقدمه ,والمرأة حصلت على اضعاف اضعاف الحرية , التى كانت تحلم بها مع بداية القرن العشرين.....
فهل انصلح المجتمع ؟!!!
المرأة فى بداية الخمسينات كانت أما وربة منزل ,تحلم بمعاملة حسنة من اسرتها وزوجها ,وتقضى يومها كله فى رعاية اطفالها ,وتنظيف وتنظيم بيتها ,وانتظار زوجها , العائد مرهقا من عمله ,لتهرع اليه بالمياه الدافئة فتدعك قدميه المتعبتين, وتربت على كتفه المجهد ,ثم تطعمه وترعاه ,وتمنحه حبها وحنانها ,ودفأها ,وجسدها كله ,قبل ان يغمض الاثنان عيونهما ,اعلانا لنهاية يوم مضى ,واستعدادا لاستقبال يوم جديد,مع نسمات الصباح الاولى ....
وكان هذا يسعد الرجل ....
والمرأة ايضا ...
احدهما يتولى الانفاق والشئون الخارجية ......
والاخر يرعى ويعتنى بالامور الداخلية ...
ولو ان كلا منهما قد قام بعمله كما ينبغى ,لاستمر هذا الامر الى الابد ....
ولكن الرجل لم يكتف بحنان المرأة وحبها وجسدها ...
لقد اراد السيطرة على عقلها واعماقها.....
وحتى روحها ...
ولان المرأة ظللت لقرون طويلة محاصرة مقهورة فقد ارتضت هذا التجاوز فى استسلام ..
او على مضض...
ومع صمتها تمادى الرجل اكثر واكثر ....
وراح يتوغل فى عقلها ,وروحها ويفرض سيطرته حتى على افكارها ,وميولها واهتماماتها ,حتى لم يعد من حقها ان تحب او تكره او تهتم باى شىء فى الوجود سوى ما يريده زوجها ويرغبه ....
ولان السيطرة الاقتصادية كانت فى يد الرجل بالكامل , فقد استرخى فى مقعد الحكم ,ووضع قدميه على عرش التحكم والقوة ,وتصور ان الدنيا ستمضى به ابدا على هذا الوضع ....
ولكن كل شىء يتغير ...
والزمن دوما يمضى ....
وفى حذر ,بدات المرأة تخرج الى المجتمع ...
والى العمل ...
فى البداية كانت تمتهن المهن المعاونة ,كالتمريض والسكرتارية او تعمل كبائعة فى متجر ,او فى شباك التذاكر ...
ولم ينتبه الرجل
الى التغير فى حينه ,وانما تصور بجبروته انها مجرد وسيلة لزيادة الدخل ,فراح يستولى على راتبها كله ,ولا يمنحها من عائد تعبها وشقائها سوى مصروف يد بسيط , يكفى نفقاتها الشخصية ,ومواصلاتها الحتمية بصعوبة ...
ولهذا لم تكتف المرأة بالعمل ...
وانطلقت تقتحم مجالات التعليم ايضا ...
وفجأة وجد الرجل المراة طبيبة ,ومحامية ,ومهندسة ,ومدرسة ....
فى البداية سخر من عملها وتعليمها بحجة ان هذا يجعلها اشبه بالرجل ,ولا ينقصها سوى الشارب ...
ولكن سخريته هذه لم تعترض طريقها ,بل كانت حافزا اكبر لاندفاعها فى التعليم والعمل الى اقصى حد يمكنها بلوغه ...
ولم تبدأ السبعينات حتى كانت المرأة تحتل كل المناصب الممكنة ...
حتى منصب الوزير .........
وكتطور طبيعى للمجتمع بدا الكل يتقبل عمل المرأة بل ويدعوها اليه , بحجة ان وجودها فى البيت يقضى على كيانها وشخصيتها (وهذا قول اختلف فييييه كثيرا)
وتضاعف دخل المرأة وصارت لها شخصية مالية مستقلة تماما بل انها بعد سياسة الانفتاح صار ت هى مصدر الدخل الرئيسى للمنزل ,بعد حصولها على عقد عمل فى بلاد النفط واصطحابها زوجها ((لو ارادت)) كمحرم فقط , يجلس فى انتظارها بلا عمل ,حتى تعود اليه مرهقة مكدودة مطالبة بالماء الدافىء والحنان والحب ....
وهنا ,وامام سطوة المال ,أحنى الرجل رأسه ...
واستسلم لما لم يكن يتخيله اجداده ......
ولم يعد يجروء (فى معظم الاحيان ) على التطاول على المرأة او سلبها راتبها وحقوقها.....
ومع بداية الثمانيات كان الامر قد تطور اكثر واكثر .
بعد ان كانت قلة من النساء تعملن ,وتحتلن مناصب رفيعة , اصبح من النادر ان تجد امرأة لا تعمل ( فى الطبقة المتوسطة على الاقل )...
وانهالت عليها الحقوق من كل صوب ....
واصبحت المرأة سيدة اعمال ووزير وعضو بمجلس الشعب والشورى..
ومع المكاسب والحقوق ومع استمرار تعنت معظم الرجال فى الوقت ذاته ,اندفعت النساء الى العمل اكتر واكتر ...