abdousat10 عضو فعال
عدد الرسائل : 109 الموقع : www.egysat.4umer.com تاريخ التسجيل : 09/02/2010
| موضوع: خــيركـــم مـن تعلـم الـقــرآن وعلــــمــــــه الجمعة أبريل 23, 2010 1:59 am | |
| خيركم من تعلم القرآن وعلمه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . . . أما بعدُ: فإن القرآن الكريم هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم من عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم. لا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ومن تركه واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً . تعريفه هو كلام الله أنزله على رسوله وتعبدنا بتلاوته . أسماؤه وصفاته هو القرآن والذكر والفرقان والكتاب , ومن صفاته الهدى والنور والشفاء والرحمة والضياء . فضيلة قراءة القرآن وحملته قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [ فاطر:29-30 ]. وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) [ البخاري ] . وعن عائشـة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) [متفق عليه]. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله : ( مثل الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب , ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو , ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر , ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظل ليس لها ريح وطعمها مر ) [رواه البخاري - ومسلم]. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي قال: ( إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواماً ويضع به آخرين ) [ رواه مسلم ] . وعن أبي إمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ) [ رواه مسلم ]. وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار )[رواه البخاري ومسلم ]. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ( من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ألم حرف , ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) [ رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح ]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) [ رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح] وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي قال: ( يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) [ رواه أبو داود والترمذي , وقال: حديث حسن صحيح]. وعن الحميدي الجمالي قال: سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن؟ فقال: القرآن لأن النبي قال: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) . والمقصود غزو التطوع لا الجهاد الواجب. ترجيح القراءة والقارئ على غيرهما ثبت عن ابن مسـعود رضي الله عنه عن النبي قال: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ).[ رواه مسلم ]. وكان القراء ( الفقهاء ) أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً وشباباً. [ رواه البخاري ] . وقد دلت النصوص على أن القراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار . إكرام أهل القرآن والنهي عن أذاهم قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [ الحج:32 ]. وقال: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [ الحج: 30 ]. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ( إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ). وعن جابر رضي الله عنه أن النبي : (كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: أيهما أخذاً للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد). [ رواه البخاري ]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي : ( إن الله عز وجل قال: من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ). [ رواه البخاري ]. وعن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله قالا: إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي . وقال ابن عساكر: اعلم ي أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته , وجعلنا ممن نخشاه ونتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة , وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلث ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾. [ النور: 63]. أن يقصد بعلمه رضا الله لا أن يتوصل به إلى غرض من أغراض الدنيا من مال أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانه أو ثناء عند الناس أو صرف وجوه الناس إليه , ويحرص على التخلق بخلق القرآن ويبذل النصيحة لمن حوله , ولا يذل العلم الذي يحمله . وعن علي رضي الله عنه قال: (( من حق المعلم عليـك أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية , وأن تجلس أمامه , ولا تشيرن عنده بيدك , ولا تغمزن بعينك , ولا تقولن قال فلان خلاف ما تقول ... ولا تغتابن عنده أحداً ولا تشاور جليسك في مجلسه , ولا تأخذ بثوبه إذا قام ولا تلح عليه إذا كسل ولا تعرض – أي تشبع – من طول صحبته )) . وفي الحديث: ( اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه , ولا تغلوا فيه ) , أما أخذ الأجرة على تعليم القرآن والرقية به فتجوز . وينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها وأن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر . وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي قال: ( تعاهدوا هذا القرآن , فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها). [ رواه البخاري ومسلم]. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ( من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب الله له كأنه قرأه من الليل).[ مسلم ] . آداب القرآن (1) إذا أراد المسلم أن يقرأ القرآن فينبغي عليه أن ينظف فاه بالسواك وغيره والسواك سنة حال الصلاة والتلاوة والوضوء والخطبة . (2) أن يقرأ وهو على طهارة , فإن قرأ محدثاً جاز بإجماع العلماء , أما الجنب فلا يقرأ ولا يمس المصحف لأن بمقدوره رفع الجنابة في الحال إما بالاغتسال أو بالتيمم , وفي الكتاب الذي كتبه النبي لعمرو بن حزم: ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) . وبالنسبة للحائض والنفساء يجوز لها التلاوة , ولا دليل صحيح يمنعها من ذلك , وهي تفترق عن الجنب , وقد تمكث ستة أيام أو سبعة أيام وتحتاج أن تقرأ مخافة النسيان أو لكونها معلمة أو متعلمة , وإن احتاجت لتقليب الصفحات فبعود طاهر ونحوه , وتجوز الأذكار على كل حال والأولى أن يكون متطهراً . (3) يستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف وقد استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد . (4) لو قرأ قائماً أو مضطجعاً أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز وله الأجر , والأولى أن يستقبل القبلة , وقد كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ حزبها وهي مضطجعة في فراشها , ولا يشترط الحجاب لتلاوة القرآن . (5) ويبدأ التلاوة بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [ النحل:98 ] . (6) لابد من خشوع والتدبر عند القراءة , قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [ محمد:24 ] , و[ النساء:82 ] . وقال: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ﴾ [ ص:29 ] . (7) يستحب ترديد الآية للتدبر , فقد ردد تميم الداري: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [ الجاثية:21 ] , حتى أصبح ورددت أسماء: ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾ [ الطور:27 ] . وردد سعيد بن جبير: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ [ البقرة:281 ] . وقوله تعالى: ﴿مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [ الانفطار:6 ] . ( والبكاء عند قراءة القرآن مشروع إذا كان خشية لاعن رياء , قال تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [ الإسراء: 109 ] . (9) ينبغي أن يرتل قراءته , وقد اتفق العلماء على مشروعيته لقوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا﴾ [ المزمل: 4 ] , وعن أم سلمة رضي الله عنها: ( أنها نعتت قراءة رسول الله قراءة مفسرة حرفاً حرفاً ) [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح] . (10) يستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله , وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب , وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه فقال: سبحانه وتعالى أو نحو ذلك لحديث حذيفة رضي الله عنه وكان ذلك في قيام الليل . (11) لابد من اجتناب الضحك واللغط والحديث في خلال القراءة إلا أن يضطر إليه وليمتثل قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(204) سورة الأعراف، وهذا متأكد في حق طالب التلاوة . (12) قراءة القرآن تكون بالمشهور المتواتر من القراءات ولا يصح القراءة بالرويات الشاذة , وإذا قرأ بقراءة أحد القراء , فينبغي أن يستمر على القراءة بها ما دام الكلام مرتبطاً ، فإذا أنقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس . (13) يحرم تنكيس الآيات _ كأن يقرأ الفاتحة من آخرها إلى أولها _ وتنكيس السور خلاف الأولى . (14) لا بأس بقراءة الجماعة مجتمعين ويجوز رفع الصوت بالقراءة إذا لم يخف الرياء . (15) يستحب تحسين الصوت بالقراءة وهذا بإجماع العلماء وفي الحديث : ( من لم يتغن بالقرآن فليس منا ) . [ رواه أبو داود بإسناد جيد ومعنى لم يتغن: أي لم يحسن صوته] (16) ويستحب طلب القراءة الطيبة من حسن الصوت , فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( قال لي رسول الله : اقرأ على القرآن فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا﴾ (41) سورة النساء . قال: حسبك الآن ، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ) [ رواه البخاري ومسلم ] . (17) لا يتقيد القارئ بالأعشار والأجزاء ويراعى الابتداء من أول الكلام المرتبط بعضه ببعض ، وأن يقف على الكلام المرتبط . (18) يكره القراءة في حال الركوع والسجود والتشهد ، وتجوز في الطواف بالكعبة وأثناء السعي بين الصفا والمروة ويمسك عن القراءة حال التثاؤب وما شابه ذلك لقول رسول الله : ( إذا تـثاءب أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل ) [رواه مسلم] . والقراءة خير من السكوت في الصلاة السرية وحال عدم سماع الإمام في الجهرية . (19) لو سمع القارئ السلام قطع التلاوة ورد السلام ، لأن رد السلام واجب ، إذا عطس قال: الحمد لله ، وإذا سمع الأذان أجابه وقال مثل ما يقول ثم يعود إلى قراءته . (20) أجمع المسلمون على استحباب الجهر بالقراءة في الصبح والجمعة والعيدين والأوليتين من المغرب والعشاء وفي صلاة التراويح والوتر عقبيها ، وهذا مستحب للإمام والمنفرد بما ينفرد به منها وأما المأموم فلا يجهر بالإجماع والإسرار في مواطن الإسرار سنة وكذلك الجهر في مواطن الجهر سنة ، وصلاة النهار سرية وصلاة الليل جهرية ، وكان النبي يسمعهم الآية والآيتين في الصلاة السرية أحياناً . (21) سجود التلاوة مستحب على قول جمهور العلماء ليس بواجب لما ثبت في الصحيحين: ( عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ، أنه قرأ على النبي والنجم فلم يسجد ) . ويشترط لسجود التلاوة ما يشترط لصلاة النافلة من الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة ولا يشترط موافقة القارئ للسامع في السجود والرفع . والسجود من قيام أفضل من السجود من قعود كما قال النووي وابن تيمية ، ويسن له أن يكبر تكبيرة الإحرام وتكبيرة الهوى للسجود ويسبح تسبيحات السجود . وإذا قرأ السجدة وهو راكب على دابة أو في سيارة في السفر سجد بالإيماء ، أما في الصلاة فيتابع المأموم الإمام ولا يسجد المأموم لقراءة نفسه ، بل يسجد إذا سجد الإمام . ولا تكره سجدة التلاوة في الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها فهذه الأوقات يمتنع فيها عن التنفل المطلق أما الصلوات المسببة فتجوز كسنة الوضوء وركعتي الطواف وتحية المسجد لورود النصوص بذلك . (22) يجوز التداوي بالقرآن والاستشفاء به وكان النبي إذا أوى إلى فراشه استرقى بـ: ( قل هو الله أحد والمعوذتين)
النصيحة لكتاب الله تعالى عن تميم الداري رضي الله عنه قال: إن النبي قال: ( الدين النصيحة ، قلنا: لمن؟ ، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) . قال النووي: قال العلماء رحمهم الله : النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله لايشبهه شيء من كلام الخلق ، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم ، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته ، وتحسينها والخشوع عندها ، وإقامة حروفه في التلاوة والذب –الدفع- عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاعنين ، والتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه ، وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه ، والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه ، والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه ، والدعاء إليه وإلى ما ذكرناه من نصيحته. علوم القرآن المراد بعلوم القرآن: العلم الذي يتناول الأبحاث المتعلقة بالقرآن من حيث معرفة أسباب النزول ، وجمع القرآن وترتيبه ومعرفة المكي والمدني ، والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه إلى غير ذلك مما له صلة بالقرآن وقد يسمى هذا العلم بأصول التفسير لأنه يتناول المباحث التي لابد للمفسر من معرفتها للاستناد إليها في تفسير القرآن . وقد نقل القرآن نقلاً متواتراً ، حفظته الصدور والسطور أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى وهذا مصداق قول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونََ﴾ [الحجر: 9]. وروي البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه قال: (( والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت ، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه )) . ولم يقتصر حرص هؤلاء الأفاضل على حفظه فقط ومعرفة علومه بل حرصوا كذلك على العمل به والوقوف عند أحكامه . فعن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: (( حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً .
يحرم تفسيره بغير علم ومن قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ، ويعتبر تفسير الطبري وابن كثير أفضل التفاسير ، وهي من جملة التفسير بالمأثور أي تفسير الآية بالآية أو بالحديث أو بأقوال الصحابة وأفعالهم فهم عن علم ثاقب وقفوا ، وببصر نافذ كفواً . كما يحرم المراء في القرآن والجدال فيه بغير حق فقد صح عن رسول الله أنه قال: ( المراء في القرآن كفر ) . والمراء: الشك أو الجدال المشكك فيه أو هو الجدال الذي يفعله أهل الأهواء في آيات القدر ونحوها . ولمعرفة الأدوات والعلوم التي ينبغي استيعابها لتفسير القرآن راجع كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي أو الإتقان في علوم القرآن للسيوطي . إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقومم ومن هدايته للتي هي أقوم أن أمرنا بمتابعة سنة رسول الله فالشريعة مبنية على الكتاب والسنة ، ومن تمسك بأحدهما ولم يتمسك بالآخر لم يتمسك بشيء ، وفي الحديث: ( ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) . فالسنة تخصص العام وتقيد المطلق وتفصل المجمل وتأتي بأحكام غير موجودة في القرآن . ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:7] . ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44] .
في كلام الله تعالى ورسوله كمال العلم والصدق والبيان فلا عذر لأحد في رده أو التردد في قبوله ، ولابد أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله من الأسماء والصفات ، وننفي عن الله عز وجل ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله على أساس: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11] . فله سبحانه سمع وبصر لا يشابه سمع وبصر المخلوقين... لأن ذاته لا تشابه ذوات المخلوقين ، وكذلك الأمر بالنسبة للاستواء والنزول والضحك واليد والعلم .... فالواجب إجراء نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل . ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله أو بينهما فذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى عالمه وليكف عن توهمه وليقل كما يقول الراسخون في العلم: ﴿آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ [آل عمران: 7] وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما ولا اختلاف .
الإيمان بالكتب أصل من أصول الإيمانن نؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتباً حجة على العالمين ومحجة للعاملين يعلومنهم بها الحكمة ويزكونهم . ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتاباً وقد ذكر في القرآن منها: التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وهذه الكتب مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير ولهذا لم تكن معصومة منه فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص . وقد نسخ الله باقرآن الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85] . منهجنا في التربية الإيمان ثم القرآن هو منهج التربية لقول جندب رضي الله عنه: (( تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً )) ولقول ابن عمر-رضي الله عنهما- : (( لقد عشنا برهة من الدهر ، وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة فنتعلم حلالها وحرامها وزواجرها وأوامرها وما يجب أن يقف عنده منها ، ولقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما أمره ولا زاجره وما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل )) . فالحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً . أين القرآن في حياتنا ؟؟ أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق وتنزيهه وصيانته ، وأجمعوا على أن من جحد منه حرفاً مما أجمع عليه أو زاد حرفاً لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر . إن الواجب علينا حكاماً ومحكومين أن نقيم القرآن في حياتنا الخاصة والعامة ، في حربنا وسلمنا ، في مسجدنا وسوقنا ، في سياستنا واقتصادنا واجتماعنا وأخلاقنا ، وأن نحذر أن نكون ممن اتخذوا القرآن مهجوراً ، وصار عندهم بضاعة للموتى ولعمل الأحجبة وزخرفة البيوت والسيارات والتلاوة في المناسبات !!! فما نزل القرآن إلا لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين . عباد الله: إن القرآن الآن وكأنه ينادينا من مكان بعيد ، من يوم بدر وأحد: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144] .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مـــــــــــــــــــنقـــول | |
|