abdousat10 عضو فعال
عدد الرسائل : 109 الموقع : www.egysat.4umer.com تاريخ التسجيل : 09/02/2010
| موضوع: وكذلك جعلناكم أمة وسطا الجمعة أبريل 23, 2010 1:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه قال الله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا) . في هذه الآية ثلاثة أمور: الأول: أن أمة المسلمين أمة وسطا. الثاني: أن يكونوا هم الأمة المثلى التي تقاس عليها الأمم. الثالث: أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو النموذج الأمثل لأمته الذي تقاس عليه الأمة. نتيجة لذلك يكون هو صلى الله عليه وسلم النموذج الأمثل الذي يقاس عليه كل بني آدم بما فيهم الأنبياء (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) . ولكن ما هي الوسطية التي تميزت بها أمة الإسلام و نبيها صلى الله عليه و سلم أولا؟ نحن نعرف أن الإنسان مكون من روح ونفس وجسد وقلب وعقل،وسبحانه وتعالى حين خلق الإنسان في أحسن تقويم جعلهم في صورة توازنية مثلى، كل له دور وواجب و حق. والمطلوب منا في الرحلة الأرضية (رحلة العودة إلى أحسن تقويم) هو إعطاء كل مكون من هذه المكونات حقه ودوره في حدود نسبته المثلى ولا يتجاوز دوره ويجور على دور غيره مثلا، أو العكس، أي يضعف دور أحدها حتى لا يمكنه القيام بما هو منوط به. فلا نستخدم العقل حين يجب استخدام القلب أو العكس, ولا نطيع الجسد في شهواته على حساب الروح, وهكذا. وسبحانه وتعالى حين وصف نوره وشبهه بالشجرة الطيبة وصفها بأنها لا شرقية ولا غربية (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء و يضرب الله الأمثال للناس و الله بكل شيء عليم)؛ بما يعني أنها لا تميل لطرف من الأطراف بل هي في الوسط, فلا تميل للمادية على حساب الروحانية, ولا تميل نحو الروحانية على حساب المادية, وسبحانه وتعالى تعالى حين خاطب سيدنا موسى خاطبه من الجانب الغربي (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين). فكان الذي أوحاه الله له شريعة ظاهرة تنظم أمور التعامل لبني إسرائيل, وحين وصف الحق سبحانه وتعالى حال السيدة مريم في تعبدها قال أنها انتبذت من أهلها مكانا شرقيا, بمعنى أنه لا توجد لها معاملات فلا شريعة, ولكن حال روحي تعبدي فقط (و اذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا). أما الرسالة الخاتمة ونبيها وأمته فلهم حال آخر يجمع بين الاثنين – حال توازني – لذلك وصفهم سبحانه وتعالى بأنهم أمة وسطا في حال توازني أمثل متوافق مع كمال نور الله الذي أنزل عليهم. اما شهادة الرسول عليه الصلاة والسلام فعلينا ان نتدبر امر شهادته صلى الله عليه وسلم اهى شهادة حضوره بينهم وهم الاولون من المهاجرين والانصار وتابعيهم ام انها شهادة ابدية لاتزال قائمة فعلى الفرض الاول يكون شاهدا محدودا فى الزمن ويكون المشهود عليهم هم اهل هذا الزمن فقط الذين كان عليه الصلاة والسلام موجودا فيه بينهم وهذا فيما يبدوا وجه بعيد لايتفق مع كونه صلى الله عله وسلم مرسلا الى الناس كافة ويتعين علينا الاستناد الى الوجه الثانى وهو كونه صلى الله عليه وسلم شاهدا ابديا تعرض عليه الاعمال والاحوال فيراها نوعا من العرض اذ لابد ان تكون الاعمال والاحوال مشهودة له يراها ويقدرها والا لزم بطلان الشهادة اذ لاتجوز الشهادة على السماع المجرد فاذا احس المؤمن شهادة نبيه عليه السلام عليه واطلاعه على جميع اعماله استحيا ان يعمل مالا يسره صلى الله عليه وسلم ان يراه قال صلى الله عليه وسلم ( حياتى خير لكم تحدثون واحدثكم فاذا ان مت كانت وفاتى خيرا لكم تعرض على اعمالكم فان رايت خيرا حمدت الله وان رايت شرا استغفرت الله لكم ) ومن هنا تكون المراقبة التى اشارت اليها كتب الحكماء والمراقبة ليست بعينى الراس بل هى مراقبة بصيرية محضة فاذا كان الانطباق الوجدانى تاما بين الشاهد والمشهود عليه فهذا مايسمى بالاستقامة والنص صريح فى ان الاستقامة اصل لتنزل الملائكة (ان الذين قالوا ربنا اللهم ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا ) اما اذا كان هناك انحراف وجدانى بين الشاهد والمشهود عليه كان ذلك سببا فى تنزل الشياطين والنص صريح كذلك فى قوله تعالى ( قل هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل افاك اثيم ) والافاك هو الكذاب والكذب انما يحصل بسبب عدم المراقبة الوجدانيه قال تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام ( وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم ) ماذا يراد بهذا السكن سوى السكينة التى تسكن بها النفس وتانس لها المشاعر والتجلى بمشاهد لايمكن تحديدها تمد قوى الاستعداد لقبول الفيض وتنزل التثبيت لازدياد الايمان هذا كله فى خط الشهادة الذى اذا تم كماله نسبيا كان العبد المؤمن مؤهلا للانتقال الى مابعده ( مبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ) هذه هى الامة وهذا هو رسولها العظيم. | |
|